
تكنلوجيا اليوم
2025-10-03 17:34:00
أطلقت شركة OpenAI قبل أيام تطبيقًا جديدًا لإنشاء مقاطع فيديو شبيهًا بتطبيق تيك توك، مدعومًا بنموذج الذكاء الاصطناعي الحديث Sora 2، الذي سرعان ما حصد انتشارًا واسعًا.
ويقتصر التسجيل في التطبيق حاليًا على الدعوات فقط. ومع ذلك، فقد قفز التطبيق إلى المركز الثالث في متجر تطبيقات آبل، وأشعل موجة من مقاطع التزييف العميق “الديب فيك Deep Faux”، أبرزها مقطع ساخر يُظهر الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، وهو يسرق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).
وفي داخل الشركة، أعاد الإطلاق إشعال نقاش قديم حول كيفية الموازنة بين السلامة وحرية الإبداع؛ إذ يرى قادة OpenAI أن فرض ضوابط صارمة ضروري، لكنهم في الوقت نفسه يخشون أن يُنظر إلى هذه القيود على أنها رقابة مفرطة تحد الإبداع.
وتاريخيًا، عُرفت ثقافة الشركة بتفضيل السرعة في طرح المنتجات، حتى قبل اكتمال الضوابط، وهو ما ظهر جليًا عندما سارعت إلى إطلاق نماذج جديدة بعد إعلان شركة DeepSeek الصينية نموذجًا قويًا وأرخص تكلفة في نهاية العام الماضي.
وتمتلك OpenAI اليوم ميزة مؤسسية كبيرة؛ إذ تحولت من مختبر أبحاث صغير في سان فرانسيسكو إلى شركة أكثر تنظيمًا، قادرة على تشكيل فرق عمل متخصصة بسرعة لتسريع تطوير منتجات مثل Sora.
وتؤكد الشركة أن التطبيق يتضمن عدة طبقات من الحماية، تشمل تصفية الأوامر النصية، ومراقبة المخرجات مثل إطارات الفيديو والنصوص الصوتية، مع حظر المحتوى الصريح أو العنيف أو الداعي إلى إيذاء النفس، إضافةً إلى العلامات المائية ومنع انتحال الشخصيات، لكن بعض المستخدمين تمكنوا بالفعل من التحايل على تلك القيود.
ويُظهر Sora 2 تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالإصدار الأول، إذ ينتج مقاطع أطول وأكثر ترابطًا تبدو واقعية بشكل لافت.
وقد سمح ألتمان باستخدام صورته في المنصة، ما أدى إلى انتشار عدة مقاطع ساخرة، في حين ظهرت شخصيات كرتونية مثل “بيكاتشو” و”سبونج بوب” في أدوار غير مألوفة أثارت الجدل.
ويتعرض التطبيق لانتقادات تتعلق باستخدام المحتوى المحمي بحقوق الطبع، إذ تسمح سياسة OpenAI الحالية بذلك ما لم يعترض أصحاب الحقوق، وهي سياسة تواجه تحديات قضائية. لكن ألتمان قلّل تلك المخاوف مؤكدًا في منشور عبر منصة إكس أن تطبيق Sora يُعد وسيلة لعرض قدرات تلك التقنية للجمهور وتعزيز الشفافية، إلى جانب كونه خطوة لدعم مساعي الشركة نحو الذكاء الاصطناعي العام.
ويأتي إطلاق التطبيق وسط منافسة متصاعدة؛ إذ أعلنت ميتا الأسبوع الماضي عن خدمة الفيديو القصير “Vibes”، وطرحت جوجل إصدارها الجديد “Veo 3″، وكشفت كل من بايت دانس وعلي بابا عن أنظمة منافسة.
وعززت OpenAI استثماراتها حديثًا بمبلغ قدره 850 مليار دولار لتطوير بنيتها التحتية والنماذج المستقبلية، في إشارة إلى تصعيد كبير في سباق الذكاء الاصطناعي.
ويرى خبراء أن التوسع في الفيديو يتجاوز كونه وسيلة لجذب المستخدمين، إذ يُعد خطوة أساسية لتدريب النماذج على البيانات البصرية والسمعية، بما يقربها أكثر من قدرات الإدراك البشري.
وفي السياق ذاته، أكد المدير التنفيذي السابق في OpenAI، زاك كاس، أن إطلاق تلك التقنية في العلن مع وجود بعض المخاطر يظل أفضل خيار، وأضاف قائلًا: “إن البديل هو عدم البناء أصلًا، أو البناء في الخفاء، وكلاهما أسوأ. فإذا كانت لدينا تقنية ثورية، فمن الأفضل أن يعرفها الناس ويستخدموها حتى نتمكن جميعًا من مواكبتها”.